[center][img]
http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2011/02/07/140543.jpg[/img]منع المعتصمون الجيش المصري أمس، من فتح أهم مجمع حكومي في ميدان التحرير، رافضين عودة الحياة الطبيعية إلى هذا الشريان الحيوي في قلب القاهرة الذي يحتلون جواره منذ أسبوعين، ومصرين على إبقاء الضغط على السلطات بالتوازي مع الحوار الذي أطلق معها الأحد .
وخرج المتظاهرون من ميدان التحرير وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي مانعين الموظفين من الدخول إليه، في خطوة تشي بإمكانية تخطيهم هذا الحد، وإخراج اعتصامهم إلى أماكن أبعد .
وحاول ضابط كبير ثني المعتصمين عن خطوتهم، إلا أنه لم ينجح، وأصر المعتصمون على الوقوف بين مدخل المجمع الخلفي وبين عناصر الجيش لمنع أي كان من الدخول .
ووقف عشرات الموظفين وراء أسلاك شائكة للجيش بانتظار تطور الوضع ومعرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من دخول المجمع .
والمعروف أن المدخل الرئيسي لمجمع الدوائر الحكومية الذي يطلق عليه المصريون اسم “المجمع” يطل مباشرة على ميدان التحرير، وهو بحكم المغلق بسبب وجود المعتصمين في الميدان منذ أسبوعين .
ومنذ الصباح أعد بعض منظمي الاعتصام العدة لمنع فتح باب المجمع الخلفي من دون الاصطدام بالجيش، لأن هذا المدخل يقع خارج الطوق الأمني المفروض حول الميدان .
وقال أحد المنظمين بصوت عال موجها كلامه إلى المحتشدين على طرف الميدان باتجاه المجمع “نريد 20 شابا من غير الملتحين” . ولما توجه إليه احد الملتحين محتجا، شرح له أن هؤلاء الشبان سيقيمون حاجزا بشريا بين مدخل المجمع الخلفي وبين عناصر الجيش لمنع الدخول إلى المجمع “والجيش لا يريد ملتحين لتجنب أي استفزاز”، فقبل الأول الأمر على مضض .
أحمد الذي بدا من المنظمين قال “الجيش أراد فتح المجمع ونحن رفضنا هذا الأمر ونشرنا شبابنا لمنع ذلك”، معتبرا أن “الضغط يجب أن يتواصل على السلطات مترافقا مع الحوار” .
كمال (40 سنة) الموظف في المجمع في قسم تابع لوزارة التعليم، وقف مع عشرات من زملائه وراء شريط شائك للجيش ينتظر نتيجة المفاوضات بين شبان ميدان التحرير وضباط الجيش لمعرفة ما إذا كان سيسمح للموظفين بالدخول . قال “حضرت منذ الثامنة والنصف إلا أنه لم يسمح لنا بالدخول بعد” وكانت الساعة بلغت الظهر تقريبا .
وشرح زميله علي محمود (38 عاما) أن “بعض الموظفين دخلوا الأحد إلا أن أحدا لم يتمكن من الدخول الاثنين” .
محمد (27 عاما) كان في حالة غضب شديد ينتظر نتيجة التفاوض واقفا مع الموظفين . قال “تنقصني وثيقة واحدة للتمكن من السفر إلى السعودية والعمل كسائق إلا أنني لم أتمكن من الدخول” . وصب جام غضبه على المتظاهرين، قائلا “ليفعلوا ما يريدون بكل حرية، لكن لماذا يصرون على عرقلة أشغال الآخرين؟” .
في غضون ذلك، لا يزال المعتصمون يفترشون الأرض حول الدبابات المنتشرة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض قرب المتحف، لمنع الجيش من القيام بخطوتين إما التقدم باتجاه الميدان وبالتالي فتح قسم منه على الأقل أمام حركة المرور، أو التقدم باتجاه ميدان عبد المنعم رياض لإزالة العوائق التي أقامها المعتصمون لمنع أنصار النظام من التقدم باتجاه الميدان .
وواصل المحتجون اعتصامهم في ميدان التحرير في قلب القاهرة لليوم الرابع عشر على التوالي، ونام بضعة آلاف شخص في قلب الميدان تحت خيام بسيطة أو في العراء .
وخلد البعض للنوم في حين ظل آخرون معسكرين فوق بطاطين من الصوف وسط انبعاث أغان وطنية وثورية عبر مكبرات صوتية . ونام البعض أمام المركبات المدرعة للجيش .
وقام المتظاهرون بتفتيش الأشخاص للتأكد من عدم دخول مثيري اضطرابات إلى ميدان التحري .
وقال محاسب يدعى سيد عبد الهادي (28 عاما) “ارفض الحوار، لا نعترف بهذه الحكومة، مبارك يجب أن يرحل، سنظل إلى أن يرحل” .
وقال مدرس يدعى أسامة جمال (22 عاما) “لا نريد سليمان انه رمز لمبارك، إذا أصبح رئيسا سنقوم بثورة أخرى”، وأضاف “نريد حقوقنا، نريد تحسين التعليم” .
ووسط الخيام في التحرير أقام المحتجون أكشاك طعام وعزفوا الموسيقا التقليدية . وهتفوا أيضا بشعارات وأخذوا يرددون أدعية .
وأصدر أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية بيانا مشتركا أعلنوا فيه تأييدهم للمطالب التي رفعتها الثورة الشبابية، وقال إن أساتذة الجامعات يعلنون أنهم مع شباب مصر يهتفون بهتافهم ويرددون معهم نريد مصر حرة مستقلة، ونريدها عربية موحدة بكل أطيافها وعناصرها، كمواطنين شركاء وشرفاء يعملون تحت راية الوطن الواحد، مطالبين أبناء الشعب المصري بالاستمرار في وقفتهم وهبتهم العظيمة الحضارية السلمية حتى تتحقق جميع مطالبهم المشروعة، وفي مقدمتها رحيل النظام الحالي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية .
من جهته، قرر الرئيس المصري حسني مبارك، بصفته الحاكم العسكري، خفض ساعات حظر التجوال، إلى 10 ساعات بدلا من 11 ساعة . وقال التلفزيون المصري إن مبارك قرر أن يبدأ حظر التجوال في تمام الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا .
وفي أماكن أخرى من القاهرة بدأت الشوارع تكتظ بحركة المرور . وفتحت الكثير من المتاجر أبوابها وتجمعت حشود أمام محلات البقالة الصغيرة ومتاجر الخضراوات والفاكهة التي تم تزويدها بسلع جديدة بعد أيام من تعطل وسائل الإمداد .
واحتشد مئات المصريين الذين يطالبون بمساكن أقل تكلفة أمام مقر محافظة القاهرة بعدما أكسبتهم الاحتجاجات جرأة في الدفاع عن قضيتهم . ووقف الكثيرون لساعات أمام مقر المحافظة ومعهم طلباتهم . وقال بعضهم إنهم سينضمون للاحتجاجات في ميدان التحرير ما لم ينفذ لهم المسؤولون طلباتهم . وقال أحدهم “إذا لم تسمحوا لنا بالدخول سنتوجه إلى التحرير” .
وفي الإسكندرية خرج متظاهرون إلى الشوارع، لكنهم قالوا إنهم يعتزمون تنظيم مظاهرات اكبر يومي الثلاثاء والخميس .
وشوهد نمط مماثل في مدينة السويس الصناعية الساحلية التي كانت مسرحا لبعض أكثر الاحتجاجات العنيفة وسط توقعات بتجمع أعداد في الشوارع بعد إغلاق البنوك ومن المقرر تنظيم احتجاجات اكبر يومي الثلاثاء والجمعة .
وقالت مصادر نقابية إن احتجاجات وقعت في السويس وإن محتجين قطعوا طريقا في المحافظة لبعض الوقت . وقال مصدر إن مئات العمال اعتصموا في مصنع مملوك ملكية خاصة بالمنطقة الصناعية في المحافظة احتجاجا على امتناع الإدارة عن صرف أجورهم . وأضاف أن الإدارة ردت على الاعتصام بوقف العمل في المصنع لأجل غير مسمى .
وقال المصدر إن عمال مصنع آخر قريب اعتصموا بداخله وقطعوا لبعض الوقت طريق السويس العين السخنة بالمحافظة مطالبين بزيادة الأجور .
وقال شهود عيان إن أكثر من ألف عامل تظاهروا في مدينة السويس مطالبين بطرد عمال أجانب في المحافظة يقولون إنهم يعملون بأجور مخفضة ما يجعل رجال أعمال يستغنون عن عمال مصريين .
قيادة موحدة لمتظاهري ميدان التحرير بـ 10 ممثلين
شكلت حركات الاحتجاج التي تقود مظاهرات في ميدان التحرير وسط القاهرة، ائتلافا موحدا كما اختيرت قيادة موحدة لقيادة التحرك خلال الفترة المقبلة .
وقال زياد العليمي، أحد أبرز نشطاء التجمعات الاحتجاجية أمس، إن 5 جماعات رئيسية شكلت “ائتلاف شباب ثورة الغضب”، واختارت 10 أشخاص ليمثلوها .
وأضاف العليمي أن المجموعات المنضوية في التحالف الجديد هي “حركة 6 ابريل” و”مجموعة شباب الإخوان المسلمين” و”مجموعة دعم البرادعي” و”حركة الحرية والعدالة” و”شباب حزب الجبهة الديمقراطية” .
وتابع إن الائتلاف سينسق مواقفه مع باقي الأحزاب وجماعات المعارضة المؤيدة لاستمرار الانتفاضة في مطالبها برحيل الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم .
وأشار العليمي إلى أن الائتلاف لم يشارك في الحوارات التي أجرتها بعض أطراف المعارضة المصرية مع نائب الرئيس عمر سليمان وأنها ماضية في تنظيم الاحتجاج . (يو .بي .آي)
قوى معارضة في سيناء تشكل لجنة "حماية الثورة"
سيناء - “الخليج”:
تواصلت أمس، ولليوم الرابع عشر على التوالي المظاهرات المطالبة برحيل النظام في مدينة العريش بسيناء .
وقرر عدد من رموز القوى السياسية بسيناء تشكيل “لجنة لحماية الثورة” وإقامة خيمة كبير لأعضاء اللجنة بميدان السادات بالعريش، والذي تم تغيير اسمه إلى ميدان الحرية .
وأعلنت اللجنة الاتفاق على قيام الأعضاء بالتظاهر نهارا والاجتماع ليلا لمناقشة المستجدات وكيفية إدارة التظاهرات لليوم التالي، كما تم تشكيل لجنة منبثقة للتواصل مع أبناء سيناء المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة .
وأكدت اللجنة تمسكها برحيل الرئيس ونظامه وإقامة حكومة وحدة وطنية والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإسقاط الأحكام الغيابية عن أبناء سيناء، ومعاملة أهالي سيناء كمواطنين من الدرجة الأولى وتعيين أبنائهم في المناصب القيادية بالدولة، وقبول الطلاب منهم في الكليات العسكرية والشرطة والهيئات القضائية، مع البدء في تنمية وتعمير سيناء .
مغتربون يعودون إلى مصر للمشاركة في الاحتجاجات
لم تكن متابعة الأحداث على شاشة التلفزيون كافية بالنسبة لبعض المصريين المقيمين في الخارج والذين أسرعوا بالعودة إلى البلاد للمشاركة في “الانتفاضة” الشعبية المطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس حسني مبارك .
ويرى هؤلاء المغتربون الذين كانوا يحلمون منذ زمن طويل بتغيير سياسي جذري في مصر، الدولة العربية الكبرى أن قرار العودة إلى الوطن فرض نفسه . ويقول فاضل زيان وهو استشاري في الثانية والثلاثين “عدت لأنني أريد المشاركة في الثورة وأيضا للاطمئنان على أسرتي ورعايتها” . ويضيف الشاب المقيم في لندن “كلنا كنا نأمل ذلك منذ وقت طويل .
ويتذكر طارق شاهين، موظف مصرفي يعيش أيضا في لندن، “كنت أرى مصر تتغير مع اشتعال الشوارع . فقمت بحجز تذكرة على أول طائرة متوجهة إلى القاهرة . كان يجب أن أكون في القاهرة” .
لكن بالنسبة لطارق منير، وهو طبيب جراح مقيم في فيينا مع زوجته وأطفاله، فإن خيار العودة كان أكثر تعقيداً، ويقول طارق “كنت أغير رأيي كل خمس دقائق . فالأمر كان صعباً” .
ويضيف “عندما سمعت الرئيس قررت عدم العودة ورأيت أنه ربما يكون من الأفضل أن يبقى في السلطة حتى نهاية ولايته”، لكن في اليوم التالي شن أنصار للنظام هجوماً دامياً على المتظاهرين في ميدان التحرير أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقل .
ويتذكر طارق “كثيرون منا قالوا حتى إذا لم نستطع القيام بالكثير في الثورة فإننا أيضاً لا نستطيع البقاء في الخارج واحتساء قهوتنا بسلام في الوقت الذي يعامل إخواننا بهذا الشكل” .
وأكد أن ابنه الذي لم يتجاوز التاسعة من العمر طلب منه العودة كما عرض زملاؤه في العمل أن يحلوا محله “حتى أستطيع المشاركة في الثورة”. واليوم يواجه المغتربون المصريون الذين عادوا إلى البلاد معضلة أخرى، البقاء أم العودة؟ . ويقول فاضل زيان “إن هذا النوع من الأوضاع لا يعيشه المرء سوى مرة واحدة في حياته، أريد أن أبقى مدة أطول” . (أ .ف .ب)
طرد طاقم التلفزيون المصري من الميدان
القاهرة - “الخليج”:
أجبر شبان غاضبون في ميدان التحرير أمس، طاقماً تابعاً للتلفزيون المصري الرسمي على مغادرة الميدان بعد دقائق من وصولهم، وغادرت المذيعة المعروفة لميس الحديدي الميدان بوابل من الهتافات، بعدما رفض المعتصمون الاستماع إليها أو وجودها بينهم، متهمين التلفزيون بتضليل الرأي العام .
حوار ثقافي بين الحكومة والمجتمع المدني
القاهرة - طه عبدالرحمن:
أعلن وزير الثقافة المصري جابر عصفور أمس، أنه سيشرع في حوار مع مؤسسات المجتمع المدني الثقافي للوصول إلى أكثر قطاعات الشباب كثافة، وتقديم الدعم لها بكافة أشكاله سواء كان مادياً أو أدبياً عبر مشاركة كبار المفكرين والكتاب والأدباء والفنانين المصريين .
وقال عصفور، عقب أول اجتماع له بقيادات وزارته منذ تسلمه منصبه، إنه سيبدأ التواصل مع الهيئات التي تستوعب العديد من الشباب كساقية الصاوي وغيرها للتعاون وتقديم يد العون لها، لافتاً إلى أن سياسة وزارته ستضع أولويات مستقبلية تتمثل في الاهتمام بالشباب لتحقيق طموحاتهم وتبني أفكارهم والعمل معهم مع مراعاة المستويات العمرية والثقافية والتعليمية .
وأضاف أنه سيبدأ التركيز على استخدام كافة وسائل التثقيف التي تسهم في تصحيح الوعي الفكري للمصريين جميعاً، كتكريس قيم الدولة المدنية الحديثة وثقافة المواطنة والديمقراطية وتداول السلطة وثقافة الاختلاف والحوار الهادئ المتعقل .
حملات خيرية لمساعدة المتضررين
القاهرة - “الخليج”:
دفعت الاحتجاجات الشعبية العارمة في مصر، العديد من الجمعيات الخيرية والإنسانية إلى التنافس في تقديم أشكال عدة من العون دعماً للشباب أو المتضررين جراء الفراغ الأمني الذي شهدته البلاد على مدى الأيام الأخيرة من الشهر الماضي .
وقام أكثر من 500 متطوع بتدشين حملة “غير حياتك”، وتستهدف المساعدة في تعبئة المواد الغذائية وتوزيعها، وتجميل الميادين والشوارع العامة وتهيئة الحالات المرضية لتلقي العلاج المجاني لمرضى القلب والعيون والسكري واستضافة مرضى السرطان .
وأعلنت جمعيات إغاثية دعمها لمساندة الأسر التي تضررت جراء ما شهدته البلاد، ومنها جمعية الرسالة الخيرية وجمعية الإغاثة الإنسانية . وجمعية الأورمان الخيرية التي قررت تدشين حملة قومية لمساندة المتضررين .
وتشمل المساعدات مواد تموينية وبطانيات الشتاء، ويتم تقديمها بصورة يومية وإقامة معارض ملابس توزع مجانا بجميع المحافظات، وتخصيص 300 طن من اللحوم لتوزيعها على الأيتام والأرامل والفقراء وأصحاب العمالة اليومية .[/center]